أضواء متلألئة ،وفساتين
متألقة ، خدود متوردة ، ثغور مطلية بلون الورد الأحمر ، السعادة تلوح في الأفق الضحكات تترنم في أجواء المكان ، مكان يغلفه غشاء من حرير البهجة مرصعة بلمعة
النجوم في كبد السماء في ليلة مهلة القمر ، كان عقد قران زوجين ، أطلت العروس مرتدية
فستاناً بلون الخزامى وقت غروب الشمس كانت خصل شعرها تنساب على أنحاء عنقها
لترتاح على نحرها كعقد لؤلؤي ، ليس من الائق التحدث عن صفات العريس ووصف انعطافات
وجهه ولكن يمكنني أن أخبركم عن جمال وهدوء ظله .
كان شبح الغموض يتجول
في أرجاء الحفل السعيد ، أخذت أتمعن أكثر عن الخطب ، وبعد استخدام منظار خاص لعلمك أيها القارء العزيز هذا المنظار متخصص في فحص نوايا الناس الحقيقية وخبايا
قلوبهم العميقة ، كما أنه يحتوي على ضوء خاص يظهر ملامح الوجوه الحقيقية المختبئة
خلف مساحيق التجميل ،حينها شاهدت كرب عظيم
ومشاعر سوداوية وضباب من الكراهية ورذاذ من الأنا يمتص هواء الزوايا حتى كادت
السماء أن تختنق.
لا أريد أن أسوقكم داخل دهاليز أهل العروسة الموحشة ولا أن أغوص
بكم في أعماق مكر أهل العريس ، ولكن أكثر من تملك عاطفتي هي المرأة التي أتت لتصور
بعدستها ابتسامة قلب العروسين وأُنس الحاضرين ودمعة
فرحة أم العروسة وفخر أنف أم
العريس.
للأسف لم تجني غير سوء
المعاملة حتى كادت عدستها أن تتهشم من كثرة حبيبات غبار الإساءة، لحسن الحظ أنني
كنت بقربها لأواسي غمازتيها الحزينتين وأضم قلبها الناكر لموقف الحال .
أعزتي ارحموا قلوب المتحابين وحبذا أكثر لو ابتهجنا لمن يقدمون من أجل المشاركة في أفراحنا.
بقلم :
أمينة عبد القادر عثمان
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق